اختراع الكمان

من أين جاء ملك الآلات الموسيقية؟ رحلة الكمان عبر الزمان والمكان هي قصة ساحرة تتقاطع فيها الثقافات والحضارات ، منذ بداياته المتواضعة كآلة وترية بسيطة، تطوّر الكمان ليصبح رمزًا للرقه والأناقة في عالم الموسيقى الكلاسيكية ، دعونا نستكشف معًا جذور هذا الصوت الساحر، ونكتشف كيف تحولت آلة بسيطة إلى قطعة فنية لا تلعب بإحساس الإنسان وتأثر في وجدانه.
الكمان : ملك الآلات الموسيقية

الكمان معروف بأنه ملك الآلات الموسيقية، من بين أكثر من مائة موسيقِي في الأوركستر الكبيرة، هناك أكثر من 30 عازف كمان. المكانة الرفيعة للكمان تعود إلى جمال نغمته ومجاله العريض في التعبير.
إستغرق الكمان قروناً عديدة لكي يتطور، بدأ تاريخ تطوير الة الكمان في الهند حيث استعمال القوس الذي من المحتمل أنه إختُرع للعزف على الآلات الوترية .
خلال أوائل العصور الوسطى في أوروبا عُزف بالقوس آلات وترية مختلفة ، أحد تلك الآلات كان الأرغول، الذي من المحتمل أنه إستُـقـدم إلى أوروبا عبر شبه جزيرة البلقان في القرن العاشر مثل الكمان، كان الأرغول يحمل على كتف العازف.
الأرغول والربابة: اللبنات الأساسية لصناعة الكمان

فيما بعد إستُـبدل الأرغول بإنتشار آلة تدعى «Rebec» أي الربابة وهي آلة عربية إنتشرت من الأندلس إلى بقية أنحاء أوروبا وبواسطة توحيد الجسم المتين للأرغول مع الترتيب الذكي للملاقط في الربابة، وُلدت مجموعة جديدة من الآلات .
تلقى الكمان شكله الأساسي بين العام 1550م و 1600م ومنذ ذلك الحين تغير فقط بأشياء طفيفة ، الكمان الأكثر نجاحاً الذي كان يصنع في القرنين السابع عشر والثامن عشر.
ستراديفاري: سيد صانعي الكمان

أنتجت إيطاليا عائلات بارزة من صانعي الكمان لعل أعظمها كان انطونيو ستراد فاري (1644 – 1737). لقب ستراد فاري بسيد الأسياد لقد طور نوعاً من الكمان أكثر إنبساطاً وأكبر من الذي كان يصنع من قبل مما اعطي الكمان قوة أكثر في النغمه.
ولا يمكن الحديث عن تاريخ الكمان دون ذكر اسم أنطونيو ستراديفاري، ذلك الصانع الإيطالي الذي أبدع نوعاً من الكمان يتميز بصوت قوي وجمال فريد. يُقال إن ستراديفاري صنع 1116 آلة ولا يزال العديد منها يعزف عليه حتى اليوم منها 540 كمان “ستراد” نسبه الي إسمه وهو اسم أصبح مرادفًا للكمال في صناعة الآلات الموسيقيه كما ان معظمها تحمل القاباً مثل فيوتي أو فيوكستم، نسبة إلى عازفي الكمان المشهورين الذين عزفوا عليها .
“ رحلة الكمان من آلة بسيطة إلى تحفة فنية هي شهادة على عبقرية الإنسان وإبداعه، من خلال دمج عناصر من ثقافات مختلفة، تمكن صناع الآلات الموسيقية من خلق صوت لا مثيل له .. اليوم، يستمر الكمان في سحرنا بجماله وأصواته المتنوعة، ويظل رمزًا خالدًا لفن الموسيقى .”