كيف بدأ تدخين التبغ؟
من أعماق الغابات المططوات هذا النبات السحري منذ اكتشافه في القارة الجديدة وحتى انتشاره في كل ركن من أركان العالم، وكيف أصبح جزءًا لا يتجزأ من العديد من الثقافاتيرة في الأمريكتين، انطلقت رحلة نبات غريب ليغير عادات ملايين البشر حول العالم. التبغ، هذا الإسم ارتبط بالصحة والمرض، بالمتعة والأضرار، له تاريخ عريق يمتد لآلاف السنين. في هذا المقال، سنتعقب خ
اكتشاف التبغ واستخدامه الأولي
التبغ هو أحد أهم الهدايا التي صنعها العالم الجديد للعالم القديم ، الناس في أوروبا عاشوا لآلاف السنين بدون تدخين إلى أن تم إكتشاف أميركا. هنود أميركا الشمالية والجنوبية كانوا أول من زرعوا التبغ . في أميركا الشمالية، إستعمل الهنود التبغ في العديد من إحتفالاتهم على سبيل المثال في تدخين غليون السلام. العديد من الهنود عرفوا أن للتبغ خصائص طبية في الحقيقة السبب الرئيسي لإستعمال التبغ بعد تقديمه لأوروبا كان لأغراض طبية !
حالما إستقدم التبغ إلى أوروبا، بدأت زراعة التبغ في أنحاء عديدة من العالم حيث إستُقدم التبغ لأول مرة إلى
- فرنسا في العام 1556
- البرتغال في العام 1558
- إسبانيا، في العام 1559
- إنكلترا في العام 1565
- كوبا في العام 1580
- فيرجينيا في العام 1612
التبغ: من المحرم إلى الشائع
على الرغم من انتشار التبغ على نطاق واسع اليوم إلا أن تاريخه حافل بالآراء المتضاربة حول التبغ او تدخين التبغ فقد شهد التدخين في بعض الفترات حرباً ضروساً حيث وصل الأمر في بعض الحالات إلى فرض عقوبات قاسية على المدخنين حيث فرض الأتراك عقوبة الموت على التدخين، وأمبراطور روسيا أمر بأن «شاربي التبغ» يجب شق أنوفهم وبعدها يجلدون بالسوط ثم ينفون إلى سيبيريا !
اليوم بالطلتبغ يدخن في كل زاوية من العالم والولايات المتحدة تقود العالم في إنتاج التبغ ومعظمه يزرع في النصف الشرقي من البلاد.
أنواع التبغ وأماكن زراعته واستخداماته
تتنوع أنواع التبغ المستخدمة في صناعة المنتجات المختلفة حيث يتم اختيار كل نوع بناءً على الخصائص المطلوبة للنكهة والملمس.
- فالسجائر على سبيل المثال تستخدم بشكل أساسي التبغ الأصفر الليموني المعالج بالدخان من مناطق فرجينيا والكارولينات مع إضافة أنواع أخرى مثل التبغ التركي لتحسين النكهة.
- أما تبغ بيرلي المنتشر في ولايتي كنتاكي وتينيسي فيفضل استخدامه في صناعة التبغ للمضغ والغليون
- يستخدم نوع آخر من التبغ لصناعة السيجار افضلها التبغ الكوبي .
من أعشاب طبية في الغابات المطيرة إلى صناعة عالمية ضخمة، مرت قصة التبغ بتحول جذري. ورغم كل التطورات العلمية والتكنولوجية، فإن تأثير التبغ على صحة الإنسان والمجتمع لا يزال قائمًا. فالتبغ ليس مجرد نبات، بل قصة معقدة تتشابك فيها العادات والتقاليد والتجارة والصحة. ورغم محاولات مكافحة التدخين، إلا أن هذه القصة لا تزال مستمرة، وتترك لنا الكثير من الأسئلة حول علاقتنا بهذه المادة المثير للجدل