التقويم الميلادي : نشأه وتطور

هل تساءلت يومًا عن السبب وراء وجود 365 يومًا في السنة؟ الإجابات على هذا السؤال تكمن في تاريخ طويل ومعقد لتطوير التقويم فهو أداة أساسية نظمت حياة البشر منذ آلاف السنين من الفيضان السنوي لنهر النيل إلى الإصلاحات التي أجراها يوليوس قيصر والبابا غريغوري الثالث عشر شهد تاريخ التقويم تطورات مذهلة…
عندما بدأ الإنسان لأول مرة بزراعة البذور وحصاد المحاصيل لاحظ أن موعد الزراعة يأتي في موعد منتظم كل سنة وعندئذ حاول أن يحسب عدد الأيام التي تأتي بين موعد زراعة والموعد التالي كانت هذه هي المحاولة الأولى للإنسان لإكتشاف كم كان طول السنة !
المصريون القدماء رواد علم الفلك: قصة التق ويم الشمسي
كان المصريون القدماء أول من يقيس السنة بنوع من الدقة. لقد عرفوا أن أفضل وقت للزراعة هو مباشرة بعد فيضان نهر النيل كل سنة حيث لاحظ رهبان المصريين القدماء أنه بين كل فيضان واخر يبزغ القمر 12 مرة وهكذا عدوا 12 شهراً وتوقعوا متى سيرتفع النيل ثانية .
لكن ذلك لا يزال غير دقيق كفاية ومره اُخري لاحظ الرهبان المصريون أنه في كل سنة في موعد الفيضان يرتفع نجم براق معين تماماً قبل شروق الشمس ( هو نجم الشعرى اليمانية ) فعدوا الأيام التي مرت قبل أن يحدث هذا ثانية ووجدوا أنها جمعت 365 يوماً كان هذا منذ اكثر من 6000 سنة، وقبل أن يٌعرف أن هناك 365 يوماً في السنة! قسم المصريون هذه السنة إلى 12 شهر كل شهر من 30 يوماً مع 5 أيام إضافية عند نهاية السنة وهكذا إخترعوا الروزنامة الأولى ( التقويم ).
السنة الكبيسة: حل روماني لمشكلة زمنية
لم تكن الروزنامة مبنية على القمر (تقويم قمري) بل على عدد الأيام (365وربع ١/4) التي تستغرقها الأرض للدوران حول الشمس (تقويم شمسي) واصبح ربع اليوم الإضافي بدأ يسبب المزيد من الفوضى ولكن في عهد الدوله الرومانيه قرر يوليوس قيصر تقويم وتعديل كل هذا.
أمر يوليوس قيصر بأن سنة ( 46 ق . م ) يجب أن تكون ( 445 يوماً لتعويض ما فات) وأن كل سنة من ذلك الحين فصاعدا تكون 365 يوماً ما عدا كل سنة رابعة هذه السنة الرابعة تكون ( سنة كبيسة من 366 يوماً ) لإستخدام الكسر المتبقي وهو ربع يوم في كل سنة عادية .
السنة التي اختفت: سر العشرة أيام المفقودة
مع مرور الزمن أُكتشف أن عيد الفصح والأعياد الأخرى لا تأتي حيث تنتمي في الفصول وتراكمت أيام كثيرة جداً إضافية وفي العام 1582قرر البابا غريغوري الثالث عشر القيام بشيء ما حيال هذا الأمر فأمر بوجوب اسقاط عشرة أيام من العام 1582 ولإبقاء الروزنامة (التقويم) دقيقة للمستقبل أمر بوجوب اغفال السنة الكبيسة في السنة الأخيرة من كل قرن ما لم تكون تلك السنة تقبل القسمة على400 وهكذا الأعوام 1700م و 1800م و 1900م ليست سنوات كبيسة لكن سنة 2000 ستكون سنه كبيسه
هذا النظام يدعى التقويم الغريغوري وهو يُستعمل الآن في كل أنحاء العالم للأغراض اليومية اليوم يستخدم التقويم الغريغوري في جميع أنحاء العالم ولكنه لا يزال يتطور ويتكيف مع احتياجات المجتمع المتغيرة ومع استمرار التقدم التكنولوجي من المُرجّح أن يتطور التقويم أكثر ولكن جذوره التاريخية تظل جزءًا لا يتجزأ من هويتنا .
هل تتخيل عالمًا بدون تقويم؟ كيف ستكون حياتنا بدون مفهوم الأيام والشهور والسنوات؟!